العناكب عالم من العجائب: الجزء الأول

إنّ أكثر الكائنات الحية على كوكب الأرض التي لديها سمعة سيئة بعد الصراصير هي العناكب، وهذا يعود ربما إلى شكلها الغريب وعيونها الثمانية، بالإضافة إلى سمعتها السيئة كواحدة من الكائنات السامة القادرة على قتل الإنسان، والتي عادة ما يتم ربطها بالحشرات، وهو خطأ شائع. فعندما ترى عنكبوتًا يتدلى من سقف غرفتك، أول ما يخطر في ذهنك هو «ما هذه الحشرة المخيفة!». في البداية، أول معلومة يجب أن تعرفها عن العناكب هي أنّها ليست حشرات إطلاقًا، فهي تنتمي إلى طائفة «العنكبوتيات» ( (Arachnidsالتي تحتوي على أكثر من 100000 نوعٍ مختلف. وتشمل العنكبوتيات مجموعة متنوعة من الكائنات، بما فيها «العناكب» (Spiders)، و«العقارب» (Scorpions)، و«القُرادة» (Ticks)، و«العُث» (Mites)، و«الحصّادات» (Harvestmen)، و«العقارب الزائفة» (Pseudoscorpions).
وتختلف طائفة «العنكبوتيات» تمامًا عن طائفة «الحشرات» (Insecta)، التي تحتوي على سداسيات الأرجل مثل النمل والنحل، فكلا الطائفتين، بالإضافة إلى طائفة «القشريات» (Crustacea) التي تضم الروبيان كمثال عليها، يندرجون تحت شعبة «مفصليات الأرجل» (Arthropoda)، التي تمثل 80% من الحيوانات المُكتَشفة على كوكبنا، وهي بدورها تنتمي إلى «اللافقاريات»(Invertebrata) .

وللتمييز بين طائفتي العنكبوتيات والحشرات، يجب ملاحظة الاختلاف الرئيسي بينهما، ألا وهو اختلاف التركيب الجسماني. عندما ننظر إلى التركيب الجسماني للعنكبوت، كمثال على طائفة العنكبوتيات، سنجد أنّ جسده يتكون من جزأين بدلًا من ثلاثة، وأنّ لديه أربعة أزواج من الأرجل بدلاً من ثلاثة أزواج. وعلى عكس الحشرات، لا تملك العنكبوتيات أجنحة ولا قرون استشعار.

العنكبوت: ما هو؟ وما تركيبه الجسماني الفريد؟

العنكبوت كما ذكرنا ينتمي إلى طائفة العنكبوتيات التي تحتوي على أكثر من 100000 نوعٍ مختلف، نصفها تقريبًا من العناكب. فبعد أن أعلن متحف التاريخ الطبيعي في مدينة برن السويسرية عن اكتشاف 50000 نوعٍ من العناكب، تم إدراجها في «فهرس العناكب العالمي» للمتحف (World Spider Catalog [WSC]).
العنكبوت سعيد الحظ الذي يحمل الرقم 50000، واسمه العلمي (Guriurius Minuano)، هو عنكبوت ينتمي إلى عائلة «العناكب القافزة» (Jumping Spiders) الموجودة في قارة أمريكا الجنوبية، وقد نُشرت هذه الدراسة عام 2022 في مجلة (Zootaxa).
تتميز العناكب بأنّ لديها قشورًا صلبة بدلًا من العظام تُسمى «الهياكل الخارجية» (Exoskeleton). ويتكون جسد العنكبوت من جزأين رئيسيين؛ الجزء الأول يسمى الجزء «الرأسي الصدري» (Cephalothorax) الذي يمثل اندماج منطقتي الرأس والصدر، أو ما يُعرف بمنطقة «الصدر الرأسي»، ويفصل خصر نحيل بينه وبين الجزء الثاني، وهو «البطن» (Abdomen).
يخرج من منطقة الصدر الرأسي في معظم العناكب ستة أزواج من الزوائد؛ أولها زوج من زوائد متحركة تُسمى «القرن الكلابي» أو «التآشير» (Chelicerae)، ينتهي كل منها بناب تنفتح عليه غدة سامة توجد أمام فم العنكبوت، ثم لديها زوج من «اللوامس القدمية» (Pedipalps) التي تقوم بأدوار حسية، وتساعد على التحكم في الطعام والإمساك بالفريسة، ويستخدمها الذكور في عملية التزاوج لنقل الحيوانات المنوية. وأخيرًا توجد ثمانية أرجل منقسمة إلى أربعة أزواج للمشي تنتهي بمخالب مدببة.

أما بطن العنكبوت فهو بيضاوي الشكل، توجد فتحة الشرج في أعلاه، وينتهي من أسفل بثلاثة أزواج من «الغدد الحريرية» أو «المغازل» (Spinnerets). تلك المغازل الستة يفرز كل منها نوعًا مختلفًا من الحرير.
بشكل مبسط، تحتوي منطقة الصدر الرأسي على الأعضاء الحسّية وأجزاء الفم والمعدة والأطراف وعادًة الغدد السمية، بينما يحتوي البطن على القلب والرئتين والقصبة الهوائية والمعدة وأعضاء التكاثر والإخراج (أو الشرج)، بالإضافة إلى المغازل التي توجد في نهاية الجزء الخلفي.
تُعد القدرة على إفراز الحرير ونسج خيوطه أكثر ما يميز العنكبوت عن غيره من اللافقاريات. فجميع العناكب، من الرتيلاء إلى العناكب القافزة، تشترك في هذه السمة، إذ يمكن للعناكب أن تغزل الحرير لتحوله إلى خيوط حريرية رفيعة ولزجة تُستخدم لأغراض عديدة، مثل نسج البيوت، وبناء شبكات لاصطياد فرائسها، وتغليفها أيضًا، ونسج الشرانق لبيضها، وتبطين جحورها.

يتكون حرير العنكبوت من سلاسل من «الأحماض الأمينية» (Amino Acids). بمعنى آخر، أنّه مجرد بروتين، ويتكون بشكل أساسي من الحمضين الأمينيين «الجلايسين» (Glycine) و«الألانين» (Alanine)، بالإضافة إلى «الكرياتين» (Creatine) الذي يوجد في الشعر والقرون والريش. وتفرز العناكب الناسجة خيوطها الحريرية في صورة سائلة من مغازل توجد بالقرب من نهاية السطح السفلي للبطن، ولكنّها سرعان ما تتصلب فور تعرضها للهواء. وتتميز خيوط حرير العنكبوت بالقوة والمرونة والقابلية للمط، ومن المثير للدهشة أنّ خيط العنكبوت أقوى وأصلب من خيوط الصلب والفولاذ التي تماثلها في السُمك والوزن.
تعد جميع العناكب حيوانات مفترسة، وتتغذى تقريبًا على جميع الحيوانات الأخرى في شعبة المفصليات، وتحديدًا الحشرات التي تُعد غذاءها المفضل. ولأنّ العناكب لا تمتلك أسنانًا وفكّين بالمعني الحرفي لتمضغ طعامها، فهي لا تستطيع هضم طعامها الصلب، ولهذا تمتص السوائل من جسم فريستها. فبعد أن تشّل أنثى العنكبوت حركة الفريسة بالسم، تقوم بإفراغ إنزيمات هاضمة من فمها عبر جرحٍ في جسم الفريسة لإذابة أنسجتها، ثم تمتص عصارتها في معدتها تاركًة وراءها قشرة فارغة.
أما بالنسبة إلى عيون العناكب، فهي عيون بسيطة، وعادةً ما تمتلك العناكب ثماني أعين (وبعض الأنواع لديها ستٌ أو أقل)، لكن القليل منها يتمتع ببصر جيد.

لماذا لا تَعلَق العنكبوت في شباك مصيدتها مثل فريستها؟

لعلك تتساءل، إذا كانت جميع فرائس العنكبوت لا تستطيع الفكاك من شباكها بمجرد أن تضع أقدامها فيها، فما الذي يجعل العنكبوت استثناءً إذًا؟ تُعد الخيوط الحريرية للعنكبوت قِطعًا رائعة التركيب، وقد يحتاج الشكل اللولبي أو الحلزوني للشبكة عدة ساعات لإنتاجه وبنائه، كما يُعاد بناؤه كل يوم تقريبًا.
عندما تطير الفريسة نحو شبكة العنكبوت، فإنّ هناك فرصة ضئيلة للهروب، إذ إنّ حرير شبكة العنكبوت لديه قوة هائلة تجعله لا يتهاوى تحت ضغط وزن الفريسة، ولكنه يتمدد فقط. كما أنّ الحرير مغطى بسائل لزج وغروي يؤدي إلى التصاق الفريسة به، وكلما حاولت الفريسة الفكاك من الشبكة، التصقت وتشابكت أكثر فأكثر حتى يصبح من المستحيل أن تنجو.

تشعر أنثى العنكبوت بأن هناك صيدًا ثمينًا قد دخل شبكتها وهي رابضة في منتصف الشبكة، وهي المنطقة التي تستريح فيها، فتسرع للانقضاض على فريستها وأكلها. ولا تلتصق أنثى العنكبوت بشباكها لوجود بعض خيوط الحرير غير الرغوية التي تتحرك عليها فقط، ولكن عندما تريد الذهاب إلى فريستها التي تقع في مناطق الخيوط اللزجة، فإنّها تتحرك بكل حذر لكيلا يحتك جسدها بالشبكة، حيث تُحدث أقل قدر ممكن من الاحتكاك مع الخيوط بتحركها على أطراف أقدامها. وتنظف العناكب أيضًا أرجلها بشكل روتيني من جميع قطع الحرير وغيرها من المواد الغريبة التي قد تتسبب في أن تعلق بشباكها.
وهناك أيضًا مخلب خاص في نهاية كل قدم قادر على الإمساك بالشبكة وسحبها بعيدًا عن الشعيرات المرنة الموجودة على طول أقدام العنكبوت. وعندما يتحرر المخلب، فإنّ الشعر المرن يدفع خيوط الشبكة بعيدًا، مما يمنع العنكبوت من الالتصاق بها، بالإضافة إلى وجود طبقة زيتية تغلف تلك الأرجل الخطافية وتحميها من الخيوط اللاصقة.

التكاثر ودورة الحياة عند العناكب

عملية التزاوج الفعلية في العناكب فريدة جدًا، حيث لا يمتلك ذكور العناكب أعضاء تناسلية نموذجية. فبدلاً من ذلك، ينتج الذكور الحيوانات المنوية داخل أجسامهم ثم ينقلونها بعد ذلك إلى شبكة صغيرة يضعونها على نهاية اللوامس القدمية. أثناء التزاوج، يُدخل الذكر ساقه في «فتحة الأعضاء التناسلية للأنثى» (Epigynum) لنقل الحيوانات المنوية وإيداعها، وتُخزن الأنثى الحيوانات المنوية في أوعية بالقرب من المبيضين، وعندما تكون مستعدة لوضع بيضها تقوم بتخصيبها.

ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه العملية خطيرة بالنسبة إلى الذكور، حيث تُعرف بعض إناث العناكب بميلها إلى أكل لحوم أقرانها الذكور. ولتقليل هذه المخاطر، غالبًا ما يختار الذكور الإناث الشابات اللاتي تعرَّضن للانسلاخ مؤخرًا، أو يلجأ الذكور إلى جماع سريع يليه سرعة في التراجع.

يتكون الجهاز التناسلي للإناث من مبيضين متصلين بواسطة أنابيب يحدث بها الإخصاب، وبعد التزاوج، تخزن الأنثى الحيوانات المنوية للذكور في حجرة خاصة حتى تصبح جاهزة لوضع البيض، وعند وضعه، تُطلقه في كيس البيض المصنوع من حريرها، حيث تعمل الحيوانات المنوية المخزنة على تخصيبها. ويختلف عدد البيض بشكل كبير باختلاف الأنواع، حيث يتراوح من بضع عشراتٍ إلى عدة آلاف!

جميع العناكب، من أصغرها إلى أكبرها، تمر بنفس دورة الحياة، حيث يكتمل نموها على ثلاث مراحل: البيض أو المرحلة الجنينية، وصغار العنكبوت أو المرحلة غير البالغة، ثم مرحلة البلوغ. وعلى الرغم من اختلاف طقوس التزاوج وتفاصيل كل مرحلة من نوع إلى آخر، فإنها جميعًا متشابهة.

العنكبوت الطاووس أجمل العناكب وطريقته الغريبة في التزاوج

«العنكبوت الطاووس» (Peacock Spider)، واسمه العلمي (Maratus Volans)، هو نوع من العناكب القافزة، ويتربع على عرش أجمل العناكب على كوكب الأرض. تشتهر ذكور العنكبوت الطاووس بأجسادها ذات الألوان الزاهية التي تتدرج من اللون الأصفر إلى الأرجواني. وترجع تسمية هذه العناكب بهذا الاسم إلى تشابهها مع طائر الطاووس بألوانها الزاهية ورقصة تزاوجها.

توجد أغلب هذه العناكب الفريدة في النصف الجنوبي من قارة أستراليا، وهي تعيش في مجموعة مختلفة من الموائل، وهناك 92 نوعًا معروفًا من عناكب الطاووس؛ سبعة منها لم تُكتشف إلا في عام 2020! ويبلغ متوسط فترة حياتها نحو عام واحد. يمكن لعناكب الطاووس رؤية طيف الضوء بأكمله، بما في ذلك الأشعة فوق البنفسجية، ولديها القدرة أيضًا على القفز لمسافة تصل إلى 10 سنتيمترات تقريبًا، أي ما يعادل طول جسدها 40 مرة!

لا تقوم عناكب الطاووس بغزل أو نسج الشباك؛ فبدلًا من ذلك، وبسبب قوة بصرها ورؤيتها المذهلة لفرائسها، تصطاد يوميًا الحشرات الصغيرة، حيث يتكون نظامها الغذائي من الذباب والعث والنمل المجنح والجنادب. وتعتمد على الانقضاض من مسافات طويلة لتصيب فريستها بلدغة قاتلة، وتساعدها هذه القدرة أيضًا على القفز لمسافات طويلة وتجنب الحيوانات المفترسة، التي تشمل العناكب الكبيرة أحيانًا.
عناكب الطاووس مخلوقات انعزالية على الأغلب، حتى في موسم التزاوج عندما تغازل الذكور الإناث. ويمتلك كل واحد من ذكور العناكب الطاووس رقصته الخاصة. هذه الرقصة، والتي قد تكون الأخيرة، يؤديها الذكور للفت انتباه الإناث وإغرائها. ولكن حركة واحدة خاطئة قد تكلف العنكبوت حياته؛ فإن لم تُعجَب الإناث بتلك الحركات والقفزات والرقصات، فإنها تأكل الذكر بصورة كاملة وتبحث عن غيره، وإن أعجبها الأمر، تتم عملية التزاوج ويفر الذكر مباشرةً بعد إتمامها خوفًا من أن تلتهمه الأنثى.
وعادةً ما يستخدم الذكور الأطراف شبه المتدلية من بطونهم ذات الألوان الزاهية، كما يقوم الذكور برفع زوجٍ من الأرجل ليتحركوا بسرعة ويجذبوا انتباه الأنثى.

شاهد رقصة غزل عناكب الطاووس: 

وصلنا إلى نهاية الجزء الأول من المقالة التي ذكرنا فيها بعض المعلومات الشيقة عن عالم العناكب، لكننا لم ننته بعد من سبر أغوار هذا العالم، ففي الجزء الثاني الذي سيأتي بعنوان «العناكب عالم من العجائب» سنذكر بعض أنواع العناكب التي لا تستخدم شباكها الحريرية في صيد فرائسها كأغلب العناكب الأخرى، وسنتحدث عن أكبر العناكب حجمًا، وأكثر أنواعها سُميّة.

المصادر:

https://www.dkfindout.com/uk/animals-and-nature/arachnids/spiders/

https://animals.howstuffworks.com/arachnids/spider.htm

https://www.reconnectwithnature.org/news-events/the-buzz/what-s-the-difference-insects-vs-arachnids/

https://www.nationalgeographic.com/animals/invertebrates/facts/spiders

https://www.nmbe.ch/en/recherche-et-collections/50000-spider-species-discovered

https://asknature.org/strategy/leg-hairs-prevent-spider-from-sticking-to-its-own-web/

https://mapress.com/zt/article/view/zootaxa.5124.4.2

https://www.thoughtco.com/peacock-spider-4769343

https://a-z-animals.com/animals/peacock-spider/

https://www.dkfindout.com/uk/animals-and-nature/arachnids/goliath-tarantula/

https://nationalzoo.si.edu/animals/goliath-bird-eating-tarantula

https://www.sciencefocus.com/nature/why-dont-spiders-get-caught-in-their-own-web

https://www.reconnectwithnature.org/news-events/the-buzz/what-s-the-difference-insects-vs-arachnids/

https://www.britannica.com/animal/spider-arachnid/Importance

https://australian.museum/learn/species-identification/ask-an-expert/what-is-a-spiders/

https://a-z-animals.com/blog/spider-mating-and-reproduction/

https://www.britannica.com/animal/spider-arachnid

https://a-z-animals.com/animals/wolf-spider/

https://identify-spiders.com/spider-anatomy/

https://australian.museum/learn/animals/spiders/spider-structure/

https://imb.uq.edu.au/article/2017/11/spitting-spiders-natures-strangest-hunters

https://www.uky.edu/Ag/CritterFiles/casefile/spiders/anatomy/spideranatomy.htm

https://a-z-animals.com/blog/spider-mating-and-reproduction/

https://www.thoughtco.com/the-spider-life-cycle-1968557

https://www.discoverwildlife.com/animal-facts/insects-invertebrates/biggest-spiders-in-the-world/

https://a-z-animals.com/blog/the-top-10-biggest-spiders-in-the-world/

https://www.livescience.com/41428-huntsman-spider.html

https://www.livescience.com/animals/spiders/what-is-the-biggest-spider-in-the-world

https://animals.howstuffworks.com/arachnids/spider8.htm

https://www.guinnessworldrecords.com/world-records/most-venomous-spider

https://www.livescience.com/animals/spiders/what-is-the-deadliest-spider-in-the-world

https://a-z-animals.com/blog/the-deadliest-spider-in-the-world/

اظهر المزيد

أحمد علاء الدين نوح

تخرّجت عام 2014 في كلية العلوم، جامعة الإسكندرية، تخصص الأحياء الجزيئية والكيمياء. متطوّع في فريقي دار والمكتبة بمؤسسة علماء مصر، ومتطوع أيضًا في مجال صناعة وكتابة المحتوى العلمي وتبسيطه. شغوف بكل ما يخص العلوم، وتحديدًا علم الأحياء. ومؤسس وصانع محتوى صفحة «معلومة 101» على موقع فيسبوك، ومن هواياتي القراءة ومتابعة الأخبار العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى