الاحتباس الحراري

الكاتب: الباحث بعلوم البيئة والطاقة: مهندس: أحمد خلف الله عبدالشافي

يمكن تعريف هذه الظاهرة بأنها احتفاظ الغلاف الجوي ببعض من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية، وهذا شيء أساسي للاحتفاظ باعتدال مناخنا؛ حيث أن متوسط درجة حرارة الأرض 15.70 درجة مئوية، ولولا عملية الاحتباس الحراري لكانت درجة الحرارة 19 درجة مئويةتحت الصفر!!فهل بإمكانكم تحمل الحياة على كوكب به حرارة كهذه؟ خاصةًوأن هذه الظاهرة من المتوقع ازديادها خلال العقود القادمة وذلك بسبب امتصاص غازات الغلاف الجوي، كثاني أكسيد الكربون، لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من الأرض مما يساهم في ارتفاع درجة الحرارة.

غازات الاحتباس الحراري:

هناك أربعة أنواع أساسية من الغازات تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، منها بخار الماءـ ثاني أكسيد الكربون، الميثان، النيتروجين، وغيرها من الغازات الانبعاثيةالطبيعية كالأوزون. مع بداية الثورة الصناعية ازداد معدل الانبعاث الحراري، كثاني أكسيد الكربون، وذلك بسبب اعتماد البشر على استخدام الوسائل التقليدية كالآلات، مما جعلهم أكثر اعتمادًا على النفط وغيره من الموارد غير المتجددة.

في عام 2015، أعلنت منظمة«إي إم إف» (EMF)أن تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سجل أعلى قيمة له، حوالي 400 جزء في المليون، وهذا يعني أن كل مليون جزيء من الهواء يوجد به 400 جزيء من غاز ثاني أكسيد الكربون.

أسباب الاحتباس الحراري:

عوامل غير طبيعية:

الوقود الأحفوري:

هناك العديد من الوسائل التي قادت إلى حدوث ازدياد في ارتفاع متوسط الغازات المنبعثة، فعند حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز بأنواعه المختلفة، وذلك لتوليد التيار الكهربائي خصوصًا في الدول التي لا تعتمد على طرق الطاقة المتجددة كالرياح والألواح الشمسية، يعمل ذلك على انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي،مما يعتبر مصدرًا أساسيًا في حدوث التلوث.

النباتات:

تتجه البشرية عمومًا إلى استبدال الأراضي الزراعية بسبب الزيادة السكانية، فتعمل على قطع الأشجار والنباتات واستبدالها بالعمران،مما يمنع امتصاص غازات الكربون الذي تقوم به الأشجار.

الحيوانات:

غاز الميثان من الغازات الدفيئة التي تساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباسالحراريّ، فالأغنام على سبيل المثال عندما ترعى على نطاق واسع،تنتج عن هذا كمية كبيرة من الميثان، حيث تتسبب الحيوانات الأسترالية على سبيل المثال في  16% من الغاز المنبعث.

عوامل طبيعية:

حرائق الغابات:

تعد هذه المشكلة مأساوية،وعادة ما يتم بث حرائق الغابات على شاشات التليفزيون مما يظهر الدمار الذي لحق بالمجتمعات. إلا أن آثار ذلك تمثل مشكلة خطيرة لهواء الأرض، حيث أن دخان هذه الغابات مملوء بالكربون في الغلاف الجوي، ونمو الغابات الجديدة بطئ وغير مستقر بما يكفي لإنتاج الأكسجين الذي يعمل على تقليل انبعاث الكربون الذي يحاصر غلافنا الجوي.

ذوبان الجليد:

يعتبر ذوبان الجليد في القطبيّن الجنوبي والشمالي واحدًا من مسببات الاحتباس الحراري لاحتوائه على كميات كبيرة من الكربون المخزن، ومع ارتفاع درجة الحرارة وحدوث حرائق الغابات، بالإضافة إلى البراكين، تنطلق غازات كالكربون، وهو أمر متوقع فالكربون مخزن في الجليد منذ آلاف السنين.

البراكين:

تعمل البراكين على تغيير المناخ الجوي، فعند حدوث انفجارات بركانية، يزيد هذا من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث أن ثاني أكسيد الكربون البركاني يعتبر من الغازات الدفيئة. وبالإضافة إلى هذه العوامل هناك مصادر أخرى تساهم بشكل كبير مثل وسائل المواصلات وتخصيب التربة والتنقيب وغير ذلك.

آثار الاحتباس الحراري:

جودة مياه النيل:

تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري في مصرإلى ارتفاع مستوي سطح البحر،مما يشكل خطرًا على المدن الساحلية المجاورة، كما أنها تقلل من تركيز الأكسجين المذاب، فيقلل بدوره من جودة المياه. في الأقصرجنوب مصر، انخفض تركيز الأكسجين بنحو 3.80% وذلك في عام 2015 وهذه النسبة في ازدياد حتي وقتنا الحالي.

الصحة البشرية:

تعمل الظاهرة الدفيئة على صحة الكائنات الحية،فيعمل على تفشي الالتهابات الضارة كوباء الكوليرا وبالإضافة إلى تدني قدرة الجسم على مقاومة الفيروسات بسبب فصل المحاصيل الزراعية وهذا يعمل على تفشي مرض حصي الكلي.

المناخ:

يؤثر المناخ على زيادة معدلات التبخر مما يسرع من حدوث دورة المياه، وذلك بسبب أن البخار المتصاعد في الجو سيؤدي إلى هطول كمية أكبر من الأمطار، وبناءً على دراسات أوضحت أن معدل هطول الأمطار سيزداد بنسبة 3% إلى 5%،  بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الحامضية في المياه وحدوث تغير في حالة الطقس وزيادة أعداد السحب في السماء طول السنة.

ظاهرة الاحتباس الحراري تعتبر «إنذارًا أحمر للبشرية»:

تقول البيان الإماراتية في افتتاحيتها إن «التغير المناخي حقيقة علمية، وليس مجرد حدثًا عابرًا في حياة البشر، حيث لم تبقَ أي قارة في منأى عن هذه الكوارث، إذ صارت موجات الحر الشديد والحرائق والأعاصير بجميع أنواعها تجتاح عددًا من دول العالم، وقد شارف تغير المناخ على مراحل لا يمكن العودة منها، ولذلك لا مناص من العمل الدولي المتكاتف لتخفيف آثاره الضارة وانعكاساته الخطيرة على كوكب الأرض، والذي يتطلب الوفاء بأهداف اتفاق باريس، المتمثلة في إبقاء الاحترار العالمي لهذا القرن إلى أقل من درجتين مئويتين».

قائمة المراجع:

El Baradei, S. A. (2014, March 17). Effects of global warming on critical dissolved oxygen … ResearchGage. Retrieved October 17, 2021, from https://www.researchgate.net/publication/276271947_Effects_of_Global_Warming_on_Critical_Dissolved_Oxygen_Concentrations_and_on_DO_Sag_Curve_in_the_Nile_River.

Bethel Afework. (2021, September 27). Temperature of the Earth. Temperature of the Earth – Energy Education. Retrieved October 17, 2021, from https://energyeducation.ca/encyclopedia/Temperature_of_the_Earth.

Tim Sharp. (May 7, 2015). What is the Temperature on Earth? [Online]. Available: http://www.space.com/17816-earth-temperature.html

 AIRS. (May 7, 2015). Global Average Brightness Temperature for April 2003 [Online]. Available: https://www.flickr.com/photos/atmospheric-infrared-sounder/8257307080/

 Jerry Coffey. (May 7, 2015). Temperature of Earth [Online]. Available: http://www.universetoday.com/14516/temperature-of-earth/

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى